السعودية.. اكتشاف قرية من العصر البرونزي في “واحة خيبر”

وأكد الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود محافظ الهيئة الملكية، أن هذا الاكتشاف الأثري يسلط الضوء على أهمية المملكة في مجال الآثار على المستوى الدولي والعمق الحضاري الذي تحتويه بلاده، مما يعزز جهوده في حماية الآثار. التراث الثقافي والتاريخي، لافتاً إلى أهمية تبادل المعرفة والخبرات مع العالم لتعزيز الوعي بالتراث الإنساني المشترك.
وأضاف: “يؤكد هذا الاكتشاف التزام المملكة بالحفاظ على التراث العالمي وتعزيز التراث الثقافي وفق ما حددته، مع أهمية تعزيز الشراكات الدولية لتقديم هذا التراث الغني للأجيال القادمة والعالم”.
وبحسب السلطات، فإن هذا الاكتشاف الذي تم ضمن مشروع “خيبر عبر العصور” بقيادة الدكتور. غيوم شارلوت وآخرون. منيرة المشوح، تظهر التحول من الحياة الرعوية المتنقلة إلى الحياة الحضرية المأهولة بالسكان في المنطقة خلال النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد.
أهمية الاكتشاف: يغير هذا الاكتشاف المفاهيم السابقة القائلة بأن المجتمع الرعوي والبدوية كان النموذج الاجتماعي والاقتصادي السائد في شمال غرب الجزيرة العربية خلال العصر البرونزي المبكر والوسطى.
وتبين الدراسة أن مناطق مثل خيبر كانت مراكز حضرية مهمة دعمت بشكل دائم استقرار مجتمعاتها، خاصة مع ظهور الزراعة هناك، بالإضافة إلى كونها مراكز للتجارة والتبادل التجاري مع المجتمعات المتنقلة. وكان لظهور هذا النمط الحضري تأثير كبير على النموذج الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة.
وتظهر الأدلة أيضًا أنه على الرغم من وجود أعداد كبيرة من المجتمعات الرعوية المتنقلة في شمال غرب شبه الجزيرة العربية في العصر البرونزي، إلا أن المنطقة ضمت سلسلة من الواحات المسورة المترابطة المحيطة بالمدن المحصنة مثل تيماء.
وتقدم القرية المكتشفة والتي تحمل اسم “النطة” دليلا على وجود انقسام واضح داخل الحصون والمدن إلى مناطق سكنية ومناطق دفن. يعود تاريخ القرية إلى حوالي 2400-2000 قبل الميلاد. كر. وتصل إلى 1500-. 1300 قبل الميلاد ق.م، وبلغ عدد سكانها 500 نسمة، في مساحة قدرها 2.6 هكتار، ولها سور حجري طوله 15 كيلومتراً يحيط بواحة خيبر.
وأجرت الدراسة الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالتعاون مع الوكالة الفرنسية لتنمية محافظة العلا والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي. تدير إدارة الآثار والحفظ والمجموعات في الهيئة الملكية لمحافظة العلا أحد أكبر برامج البحوث الأثرية في العالم، كجزء من جهودها لزيادة الوعي العالمي بالعلا كوجهة للتراث الثقافي العالمي.
وتقع واحة خيبر على مشارف حقل حرة خيبر البركاني، وقد تم إنشاؤها عند ملتقى ثلاثة أودية في منطقة جافة. وعثر على قرية “النطة” في الأطراف الشمالية للواحة تحت أكوام من البازلت. الصخور، حيث دُفنت منذ آلاف السنين.
مميزات الحياة في قرية الناطة
وتقدم الدراسة صورة أولية عن خصائص حياة سكان قرية “النطاح”، حيث كانوا يعيشون في مساكن تقليدية مكونة من عدة طوابق، وكان الطابق الأرضي مخصصاً بشكل رئيسي للتخزين، بينما كانوا يسكنون في الطابق الأول. أو الطابق الثاني، وكانت الطرق بين المساكن ضيقة ومؤدية إلى وسط القرية.
كما كانوا يدفنون موتاهم في المقابر والأبراج ذات المدرجات. مما يدل على المكانة الرفيعة للمدفونين من خلال وضع أشياء ثمينة في بعض القبور مثل الخزف أو الأسلحة المعدنية مثل الفؤوس والخناجر. استخدم القرويون الخرز في ملابسهم، وصنعوا الخزف وتاجروا به، وعملوا بالمعادن، وعالجوه. الحبوب والكائنات الحية المزروعة، ما كان النظام الغذائي المحلي. وتعتمد بشكل كبير على الأغنام والماعز، ويعمل السكان معًا على تدعيم جدرانها بالحجارة الجافة والطين.